التحذير من فتنة التجريح والتبديع من بعض أهل السنة في هذا العصر .
... ومما يؤسَف له أنه حصل - أخيراً - زيادةُ الطين بِلَّةً :
بتوجيهِ السهام لبعض اهل السنة - تجريحاً وتبديعاً - ،
وما تبع ذلك من تهاجُر ، فتتكرَّر الأسئلة :
* ما رأيك في فلان ، بدعه فلان ؟
* وهل أقرأ الكتاب الفلاني لفلان ، الذي بدَّعه فلان ؟
* ويقول بعضُ صغار الطلبة لأمثالهم :
ما موقفُك مِن فلان الذي بدَّعه فلان ؟
ولا بد أن يكون لك موقف منه وإلا تركناك !!؟
ويزداد الأمرُ سوءاً أن يحصلَ من ذلك في بعض البلاد الأوربيَّة - ونحوها - التي فيها الطلابُ من أهل السنة بضاعتُهم مزجاةٌ ، وهم بحاجة شديدة إلى تحصيل العلم النافع ، والسلامة من فتنة التهاجر بسبب التقليد في التجريح !
وهذا المنهجُ شبيهٌ بطريقة الإخوان المسلمين ، الذين قال عنها مؤسّسُ حزبِهم : ( فدعوتُكم أحقُّ أن يأتيها الناس ولا تأتي أحداً ... إذ هي جِماعُ كلِّ خير ، وغيرُها لا يسلَم من النقص ) !! [ مذكرات الدعوة والداعية ( ص 232 ط / دار الشهاب ) - للشيخ حسن البنا - !] وقال : ( وموقفُنا من الدعوات المختلفة التي طغت في هذا العصر ، وفرَّقت القلوبَ ، وبلبلت الأفكارَ :أن نزنَها بميزان دعوتنا ، فما وافقها فمرحباً به ، وما خالفها فنحن بَراء منه ) !!! [ مجموعة رسائل حسن البنا ( ص 240 ، ط / دار الدعوة سنة 1411 هـ ]!
ومِن الخير لهؤلاء الطلاب - بدلاً من الاشتغال بهذه الفتنة ! - أن يشتغلوا بقراءة الكتب المفيدة لأهل السنة - لا سيَّما كتب العلماء المعاصرين - ، كـ " فتاوى شيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز " و " فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء " ومؤلفات الشيخ ابن عُثيمين - وغيرذلك - فإنهم بذلك يُحصِّلون علماً نافعاً ، ويسلَمون من القيل والقال ، وأكل لحوم بعض إخوانهم من أهل السنة :
قال ابن القيِّم في " الجواب الكافي ( 203 ) " :
( ومِن العجب أن الإنسان يهُون عليه التحفُّظُ والاحترازُ مِن أكل الحرام ، والظلم ، والزنى ، والسرقة ، وشرب الخمر ، ومن النظر المحرَّم - وغيرذلك - ويصعُب عليه التحفُّظ من حركة لسانه ! حتى يُرى الرجلُ يُشار إليه بالدين والزهد والعبادة :وهو يتكلَّم بالكلمة مِن سَخَط الله لا يُلقي لها بالاً ينزل بالكلمة الواحدة منها أبعدَ مما بين المشرق والمغرب .
وكم ترى مِن رجل متورّع عن الفواحش والظلم ولسانُه يَفْرِي في أعراض الأحياء والأموات ، ولا يُبالي ما يقول ! ).
-----------------------------
نقــلا من كتــاب : (..ومرة أخرى : رفقا - أهل السنة بأهل السنة ! / ص 10-11 )
للشيخ العلامة المحدث عبد المحسن بن حمد العباد البدر
لا يوجد تعليقات
أضف تعليق